السبت، يونيو ٠٩، ٢٠٠٧

متاهة الفون

PAN'S LABYRINTH
(EL LABERINTO DEL FAUNO)

حينما يطل علينا الإبداع السينمائي من ارض غير أمريكية ،وهو حدث قلما وقع، وجب علينا أن نقف لحظة تأمل وإعجاب بما افرزة هذا الإبداع السينمائي من شعور بالسعادة والانتعاش الروحي ، حينما تجد أمامك تحفة تعبر حقاً عن روح السينما المفقودة ومن مكان لا تتوقعه اعتقد ان 22 دقيقة من التصفيق والاحتفاء الحار في مهرجان "كان" يصبح وقتها شيء طبيعي ،حقا لقد أبدع "ديل تورو" مخرج القطعة السينمائية الرائعة "متاهة الفون" والتي جعلتني اقف مشدوهاً مفتوناً بهذا الإتقان في التفاصيل فالرجل حينما فعلها وضع نصب عينية مقولة"فإذا اردت ان تنافس العظماء,فتفوق عليهم" وهو حقا قد فعل ،حينما ننظر الي مشهد "الكابتن فيدال" وهو يهشم وجة قروي فقير بكعب زجاجة نبيذ نتوقع دائما أن تتجة الكاميرا إلي وجه الكابتن وهو يفعلها ولكن هذا لم يحدث هنا ، فنري جميعنا الإتقان في أجل صوّرة حينما نشاهد ما يطفيء فينا هذا الفضول "ماذا يحدث لوجة هذا المسكين " - شاهد الفيلم وستعي ما اقصد


نعود لنجد ان هذا المخرج لم يكن لة تاريخ طويل في السينما لنجد أن لة فقط تقريبا 5 افلام "box-office" هذا شيء طبيعي فعمر الرجل 43 عاماً فقط ، فقد سطع نجمة حينما صنع فيلم "النصل" الجزء الثاني ومن بعدة "فتي الجحيم" ويتم الاعداد للجزء الثاني منة حالياً، وهو أيضا ليس مخرج فقط ولكنة يشارك في انتاج وكتابة افلامة ، وبالتأكيد بالصورة الطيبة وليست البشعة التي تحدث لدينا بتدخل المنتج في إخراج وكتابة افلامة لمجرد أنة الخزنة كما يحدث في افلام "أل السُبكي" والتي أجبرتني علي ان اهجر السينما المصرية وأشد الرحال إلي السينما العالمية والي أن يري الله فينا حل من عندة. لنترك تلك السيرة ونعود لأحداث الفيلم
في عام 1944 نجد الكابتن فيدال وهو ضابط فاشي يتمتع بقدر غير قليل من الوحشية قد أًرسل إلي قرية نائية لكي يقمع الثوار في الحرب الأهلية الأسبانية ,مصطحبا معة زوجتة الهشة والتي تحمل لة مولودً وابنتها من زوج أخر"اوفيليا" إلي تلك القرية لتبدأ أحداث الفيلم بِتخلُص تلك الصغيرة "اوفيليا" من فاشية زوج الأب هذا لتتنقل بين الواقع والخيال ليمتزجا معا في احداث تجعلك تتسائل اهذا حقيقة ام انها فقط مخيلة الطفلة ذات ال12 ربيعاً، بالتأكيد 12 ربيعاً وليس خريفا فدفء عالمها الخاص يجعلك تشعر بأُلفة غريبة وأنت تشاهد أحداث الفيلم ، لتقول في نفسك "نعم .. انا اعرف هذا " او كما يقال بالمصطلح الفرنسي تجد نفسك في حالة déja vu ، تطل علينا في احداث هذا الفيلم شخصيتان اسطوريتنا هما "الفون" وهو إلة الحقول والقطعان عند الرومان فنصفة رجل والنصف الاخر معزة (: وهو شخصية محورية في الفيلم يقوم بة الاميركي "دوج جونس" وبالمناسبة فهو كان الأمريكي الوحيد بموقع تصوير الفيلم (: وقد لعب نفس الرجل ايضاً شخصية "رجل الشحوب" وهي شخصية ثانوية , ومن سوء حظ هذا الممثل ان الماكياج للشخصيتين يتطلب ساعات في الاعداد ،"رجل الشحوب" يستغرق ماكياجة 5 ساعات وينظر الممثل من خلال فتحتي انف الشخصية "ياععع" ، أما بالنسبة للفون فبدل أن يستخدم مخرج الفيلم "CGI" في صنع قدمة، فقد صنع نظام خاص هيدروليكي يقوم الممثل بأستخدام قدمة الحقيقية في تحريك قدم الفون ويتم إزالة قدم الممثل رقمياً وقد كان حقا نظاماً ناجحاً ،


حديث مُقتطف بين اوفيليا والفون للتشويق

اوفيليا
اسمي اوفيليا، من انت؟

فون
انا ، انا لدي الكثير من الاسماء
اسماء قديمة تستطيع فقط الرياح والاشجار لفظها
انا الجبل ، الغابة ، والأرض

... انا
. انا فون
.خادمك الاكثر تواضعاً ، سموك

وبما ان المخرج قد اثبت وجودة بالنسبة لي فقد وضعت خطة للحصول علي افلامة الثلاث التي لم اشاهدها ووجدت التعليقات عليهم مبشرة ، ويبدو انة متيم جدا بالحرب الاهلية الاسبانية حيث فيلمة "عزم الشيطان" يدور ايضا في نفس الفترة ،والسبب اعتقد لانة مكسيكي ,الدم بيحن
The Devil's Backbone, Mimic, Cronos
:) ومحدش يجماعة يسألني هيا الخطة اية
وحذاري من التوقعات المبالغ فيها لأنها قد تهدم روائع .. ومحدش يجي يشتكي
:) ماشي

تستطيع ان تشاهد مُقتطف من الفيلم هنا