الجمعة، نوفمبر ٢٣، ٢٠٠٧

منزل الطحن


"كوكب الرعب" و "ضد الموت" بالتأكيد فيلمان غير عاديان لمخرجان استثنائيان "كونتن ترنتينو و روبرت رودريجوس " , فمن منا لا يتذكر هذا النوع من السينمات التي كان يطلق عليها احد أصدقائي فيما مضي سينما المراحيض بال وأنة من باب المزاح قد وضع لها نوع من أنواع التسعير الطريف , كتذكرة مرحاض بكمبنشن 5 جنيها , مرحاض شطافة بدون كمبنشن 3 جنيهات , مرحاض بدون شطافة 2 جنية , فكانت تنتشر تلك السينمات في مناطق يتكاثف فيها الباعة الجائلين والسريحة , فنجد واحدة في ميدان الجيزة أسفل الكوبري وأخري في منطقة الاظوغلي عند سوق النصرية تسمي نيوستار وأخري في وسط البلد بالعتبة وبالتأكيد في مناطق أخري لا اعلمها , فكانت تلك السينمات تعطيك الحق بمشاهدة كوكتيل من الأفلام قد يمتد علي مدار اليوم بتذكرة واحدة فقط او مشاهدة نفس الفيلم في الحفلات المتتالية وحتى انتهاء اليوم , ويكون هذا الكوكتيل من الأفلام القديمة أو رخيصة الصنع "المقاولات" Exploitation films

, ليأتي هذان المخرجان ألان ويصنعان هذان الفلمان تخليداً لذكري هذا النوع من السينمات الذي انقرض واندثر بسبب قنوات الكابل والستلايت المتخصصة بالافلام , فَأفلا تجدونة معي إخلاص قل نظيرة وتفاني ندر وجودة , لمؤسسات قد تركت أثارها كالوشم في وجدان محبيها ومُريديها , ولكن للأسف لم احصل علي هذا الوشم لأني لم الحق عصرها فانا من مواليد منتصف الثمانينات , ففي عصرها الذهبي هذا كنت مازلت طفلٌ بريءٌ , ولكن بالتأكيد لم يفتني كل المرح فلقد كنت أشاهد أفلام المقاولات تلك في بداية التسعينات عبر الفيديو , امثال فيلم كونان المدمر وكونان البربري و Shaft و Lone Wolf and Cub و Shogun Assassin ومدينة الموتى الأحياء ومحرقة الموتى الأحياء

فأنا من جيل ثقافتة كانت "الفيديو كاسيت" حسننا ليست كلها الفيديو كاست بال كوكتيل يبدأ من صخر AX170 والوحش اتاري 2600 ونيتندو فاميلي كومبيوتر وسوبر نتندو ثم نتندو 64 "اةةة ذكريات"مرورا ًبالستلايت في منتصف التسعينات وحتى الانترنت

وبالتأكيد مصر لم تخترع هذا النوع من السينمات بال تم استيرادها من الخارج وبالتأكيد من الولايات المتحدة حيث يطلق علي هذا النوع هناك Grind house أو منزل الطحن حيث نشأ المصطلح وترعرع في السبعينات من القرن الماضي وقد تم استخدام هذا المصطلح لأنة وكما قلنا سابقا يتم تقديم كوكتيل من الأفلام بتذكرة واحدة ,فكان هذا يتطلب إنتاج كثيف من أفلام الدرجة الثانية B Movies والثالثة C Movies بحيث يتم طحن كل تلك الأفلام في دور العرض من قبل المشاهدين بتذكرة واحدة , بالظبط كطحن الفشار والتسالي أثناء المشاهدة , وكانت تلك الأفلام في الأصل تصنع لسينما السيارات كنوع من أنواع الحشو بعد العرض الرئيسي بها, وبما أنة لا توجد سينما السيارات في المدن الكبرى والضخمة تقريباً لندرة الأراضي الفضاء بها, فظهر هذا النوع من السينمات ليستوعب هذا النوع من أفلام الدرجة الثانية والثالثة وحتى الرابعة كفيلم "الخطة 9 من الفضاء الخارجي" والمصنف كأسوأ عمل سينمائي علي مر التاريخ إخراج "إد وود"

وبمناسبة الحديث عن أفلام المقاولات لا يجب ان ننسي ذكر أفظع فيلم قد تشاهدة في حياتك كلها ألا وهو Cannibal Holocaust أو محرقة أكلي لحوم البشر , فقد اتصل بي احد أصدقائي حينما كنت بالمرحلة الثانوية , ليخبرني أنة قد حصل علي فيلم من اغرب وأشنع الأفلام التي قد تصادفك في حياتك , واخذ يقص علي بأنة فيلم حقيقي وقد تم تسريبة من أجهزة الأمن الإيطالية وأنة عبارة عن فلم شخصي لمجموعة من المراهقين قد ذهبوا في رحلة الي الامزون مصطحبين كاميرا لتسجيل أفضل لحظات الرحلة ومن ثم واجة المراهقون قبائل الامزون المشهور عنها أكل لحوم البشر , وبدأت شرارة الرعب حينما أثار المراهقين أفراد القبيلة بأفعالهم الغير مسؤلة فأنتقمت منهم القبيلة بأكلهم أحياء ولم يتبقى سوي الكاميرا لتشهد علي ذلك بعد أن تم العثور عليها لاحقاً, شاهدت الفيلم وفعلاً اعتقدت لمدة ثلاث سنوات أن الفيلم حقيقي من شدة ذهولي علي ما يحوية من فظائع واقعية لا يمكن أن تتخيل أنها زائفة أبداً ,والجدير بالذكر أن مخرج الفيلم "ريجيرو ديوداتو" قد ذهب إلي المحكمة أكثر من مرة لكي يثبت لها أن أحداث الفيلم زائفة وليست حقيقية وفي النهاية قد تم مصادرة الفيلم بعد10 أيام من عرضة لوجود بعض المشاهد الحقيقية لقتل حيوانات وهناك زعم بأنة قد تم منع عرضة في أكثر من 50 دولة, والي أن شاهدت الفيلم علي احدي القنوات الفضائية الأوروبية المتخصصة بالأفلام بدأت رحلة البحث عن اصل وفصل الفيلم لأنة من غير المنطقي أن تعرض قناة رسمية فيلم كهذا علي أساس أنة مهرب من الدوائر الجنائية الإيطالية , لاكتشف بعد ذلك أنة فيلم روائي غير تقليدي من حقبة أفلام ألgrind house فكان الأب الروحي للفيلم سلسلة أفلام face of the death "نصيحة شخصية ,هذا الفلم سيترك اثر كئيب في نفسك فلا تشاهدة " فهي جزء من أفلام الموندو ""mondo الوثائقية المؤسفة والتي تعتمد علي صنع صدمة لدي المشاهد لتصنع لها مكانة علي الساحة السينمائية

نعود مرة أخري إلي موضوعنا, فما سبق هو مقدمة تاريخية لابد منها, فنجد أن المخرجان قد صنعا دويتو مزدوج او "douple feature" من تلك الأفلام والتي قد تتميز بسطحية القصة والكثير من الدماء والأحشاء المتناثرة هنا وهناك حيث انك في بعض الأحيان قد لا تجد قصة أصلاً , فقط هي فكرة بسيطة جدا وفي كثير من الأحيان جنونية جدا , فنجد أن معظم أحداث ضد الموت أو death proof تدور في قالب يشبة كثيرا برامج الواقع , حيث نجد حوارات الممثلين معظمة لا يهدف إلي شيء فقط تسلية وقتل للوقت علي طراز big brother , فقط يجذبك الحوار لأنك تظن أنة مألوف لديك أكثر من ألازم , نجد في فيلم ضد الموت أن الحوار بين الممثلين قد استهلك أكثر من 80 % من الفيلم , ومعظمها حوارات شخصية لن تستفيد الحبكة الدرامية منها بمليم واحد, فقط هي حوارات جذابة لا أكثر ولا اقل , لا تهدف إلي توصيل معلومات ,ومع التركيز علي أحداث ليست ذا شأن ,قد تعتقد في البداية ان التركيز يهدف إلي توصيل رسالة ما ولكن بعد ذلك تكتشف أنها فقط لإعطاء انطباع الواقعية المجردة !! وهو أمرٌ لطيف حقاً "يشبة تكنيك يوسف شاهين بعض الشيء " حيث يهدف إلي كسر كل المألوف والمتوقع من الأفلام التقليدية , ليكون من الممكن أن تجد الشخص الشرير قد مات ليس بالطبع علي يد البطل بال علي يد لوحة إعلانية قد سقطت علية قضاءً وقدراً وهو يسير في الشارع , وهو ما قد يحدث في الواقع حقاً ! فكم من الأشرار يموتون كل يوم قضاءً وقدراً لعدم وجود أبطال !!

أنا لن أتحدث عن أحداث الفيلمين التفصيلية لكي لا احرقها لكم , ولكني سأعلق علي بعض التكنيكات والجدير بالذكر هنا انة في النصف الثاني من ضد الموت كان يجب ان يضيف ترنتينو علامتة المائية المميزة علي الفيلم فكانت هناك لقطة مدتها 7 دقائق كاملة وهو الحوار ما بين الاربع فتيات علي المائدة في الكوفي شوب,وهذا في عُرف السينما شيء مميز للغاية حيث نجد ان المشهد الواحد يتكون من لقطات كثيرة جدا وقصيرة جدا تتراوح ما بين ثانية واحدة الي دقيقة علي اقصي تقدير , ونجد تكنيك بهدلة الفيلم المستخدم في كلا الفيلمين كاستخدام رودريجوس في كوكب الرعب التقطيع في الصورة للدلالة علي مونتاج الفيلم الرديء لانهم قديما في عصر المونتاج الخطي "SPLICING" كان يحدث المونتاج بالقص واللصق لنيجاتيف الفيلم فتحدث الأخطاء بعدم اللصق الجيد لأطراف المشاهد فيحدث تساقط لبعض الفريمات ,وللمعلومية كان رواد جيل المونتاج الخطي يطلق لفظ لصق او glue علي الربط الرديء اما الربط الجيد فكان يطلق علية ربط اسمنتي ,وأيضا التحبيب grain والخدوش للدلالة علي الطباعة الرخيصة للفيلم وكأنهم طبعوا الفيلم في مصنع اسمنت أو في عراء الصحراء الكبرى! , وأيضا الوميض المتقطع أو الflicker وهو نتيجة عدم الاهتمام بتصحيح الألوان للنيجاتيف أو بالأحري عدم تظبيط الwhite balance

وايضا استغلال تلك التأثيرات وتوظيفها مع مشاهد الإثارة , كمثال مشهد حقن الدكتورة" داكوتة" ل "جو" المصاب بالعدوى بالمخدر الأحمر لنجد لحظة وخذة بالإبرة قيام المخرج بإضافة تأثير احتراق أطراف النيجاتيف بسبب الضوء أثناء التحميض ليزيد من جرعة الإثارة بصورة غير مباشرة ولكنها فعالة جدا , أو كما فعل حينما وقعت عين الشرطي لأول مرة علي احد المشوهين الأشرار بجانب مقطورة محركها يزمجر ليفعل المخرج في مقدمة المقطورة تشوية في الصورة شهير كان يحدث في تلك النوعية من الأفلام بسبب أخطاء في التحميض وهو ما يطلق علية علي ما اعتقد inner-shifting للدلالة علي وحشية المشهد بطريقة ملعوبة جدا .

اضغط علي الصورة لتشاهد الحركة

ففي النهاية دائما ستجد غير المألوف والعادي عند كل من روبرت رودريجوس وكونتن ترنتينو , ليضيفوا بذلك مدرسة جديدة بدون مبالغة إلي مدارس الفن السابع قد تعجب البعض وقد لا تعجب البعض الأخر ولكنها بالتأكيد علامة مميزة في تاريخ هذا الفن

وبالمناسبة لم يعرض الفيلمان في السينمات المصرية وبصراحة لا اعلم هل كان للرقابة دور في ذلك أم أنة فقط عدم اهتمام الموزعين لدينا بالفلمين لطرازيهما الفريد والغير مألوف علي الجمهور المحلي ,

وأيضا قد دخل الفيلمان تصنيف موقع IMDB لأفضل 250 فيلم عبر التاريخ بتصويت 60 ألف شخص

وكفاية كدة بقة انا تعبت من الكتابة , سلام

الأحد، أكتوبر ١٤، ٢٠٠٧

اليوم المفقود

وبما انة قد حان , وبطلتة البهية قد بان , وبصفاء اجوائة قد فاض إلي أقصي العنان , اذا وجب لابناء الجد سام ان يفتعلوا الاوهام , ويبتدعوا أساليب الانقسام , ليضحك علينا كل من في المعمورة من انام , أويعقل أن تختفي هكذا

الأيام , بين دول امة الإسلام , فيكون اليوم في العراق أربعاءٌ وفي مصر حاجة تانية يعني والله العظيم لولا الأيام
المفترجة أنا كنت غلط , دعونا للادلة العقلية والمنطقية والنقلية علي مهازل العرب , فنقول فيها
هناك اية كريمة وحديث
شريف فقط يتحدثا عن تحديد أوقات الصوم والإفطار , فتقول الاية

" فمن شهد منكم الشهر فاليصُمة "

وبالتأكيد الآية ليس لها علاقة كبيرة بتحديد وقت الصوم ولكنها تُقّر علي من عاش ليشهد الشهر بصحة جيدة الصيام , وهناك من يقول في تفسير الآية أن الله عز وجل يقصد في كلمة "شهد" أن رأي الهلال وبالتأكيد هذا التفسير غير منطقي لان صيغة الآية تتحدث بالمفرد أي لكل مسلم بإفراد, فالصيغة صيغة عين وليست كفاية , فليس من المعقول أن يذهب كل فرد من أفراد الأمة ليشهد الهلال بنفسة ليتأكد أن الشهر قد انتهي عند 29 وليس الثلاثين, ولكن الشرع و العُرف جريان علي أن من لديهم الأمر في تلك القضية علي عاتقهم تبليغ الأمة حلول الهلال من عدمة , هذا بالنسبة للآية الكريمة , أما الحديث فيقول

" صوموا لرؤيتة وافطروا لرؤيتة , فإذا غم عليكم أكملوا العد ثلاثين "


أولاً بالنسبة لكلمة "الرؤيا" فلها العديد من المعاني في القرأن فمنها , التأكد والتحقق , الإيمان , المعجزات , التصرف

والفعل , الرأي , والحساب الرياضي , ولكن بغض النظر عن كل ذلك سوف اتحدث عن حُجة واحدة فقط احتج بها علي طيور الظلام , اليس رؤية الهلال والتحقق من ثبوتة هو تكليف كفاية وليس عين, أي ان مجموعة من المسلمين هي

فقط من عليها مسؤلية التحقق من الهلال لتبليغ باقي الامة بثبوتة من عدمة , حسننا من هي تلك الامة , هل هو شعب يقع في نفس النطاق الجغرافي ليسهل تبليغة , هل يمكن ان ينقسم هذا الشعب الي نطا قات سياسية مختلفة أبهذا يصبح

مجموعة أمم, أم أن العبرة في الشرع بالتوافق الديني والعقائدي , فإذا كان علي قلب دين واحد فبهذا يصبح خبر الهلال

واجب التصديق في بقاع هذا الشعب ,هذا في حال توافق المشاهدة بالحساب العددي وأيضا إذا لم يكن هناك اعتراض

علي مصداقية وأمانة هيئة التحقق من الهلال , وبالتالي تقسيم الأقدمون للأقاليم الإسلامية مع وجود هيئات مستقلة بها

كان لتباعد المسافات بين تلك الأقاليم فنجد المسافة بين مصر والحجاز مثلا مسيرة 25

يوم وبين مصر وفلسطين

مسيرة 10 أيام في حالة الرغبة بتبليغ ثبوت الهلال من قبل لجنة مركزية سيكون العيد قد انتهي أصلا قبل وصول النبأ

وبالتأكيد الحساب الفلكي وقتها لم يكن بهذا شيء الدقيق كوقتنا الان , ودعونا نأخذ المسائل بصورة مجردة اكثر , ما هو

هدف الله والرسول من هذا ,أفليست الدقة هي المراد فلا يحدث نقص في الثواب او زيادة في العناء , أوليس الأمر هو

إقرار واقع حقيقي بغض النظر عن مشاهداتنا نحن القاصرة المتناسبة بحجمنا ,فقد يحجبها حاجب ارضي كسحاب مثلا او

ضباب او نهار الشمس , واذا كانت الحسابات الفلكية توفر هذة الدقة بنسبة 99.9% والخطاء الواحد من عشرة هذا

بسبب قانون هايزنبرج في عدم اليقين وبالمناسبة هذا القانون ينطبق علي كل شيء في الكون حتى علي أبصارنا

ومشاهداتها (1) , فلما لا يعتد بها , اهو التحجر والتكبر والغرور علي علوم الفرنجة !!! فما العذر لأبناء الجد سام فيما

يفعلون من تقليد اعمي للماضي الذي كتب امجادة بنفسة لا بنفس غيرة, فباعوا منطقهم للنقل دون العقل , افيعقل ان

يتباين الزمان بين مجموعة دول في نطاق جغرافي يحدة من الشرق خط طول59 ومن الغرب خط طول15 يومً كاملاً-

24 ساعة – والتباين الحقيقي للوقت بينها هو اربع ساعات فقط , اهو التكبر والغرور علي بعضنا البعض ام ماذا ؟؟

فليخبرني احدهم .....


وبالمناسبة هذة صورة لمبني الempire state مضاء بالون الاخضر احتفالاً بعيد الفطر المبارك 2007 وقد صرح مسؤلي المبني انة سيصبح حدث سنوي يضاء فية المبني بالون الاخضر كما يضاء بالون الاحمر والاخضر في الكريسماس المسيحي والازرق في الهانوكا اليهودي , فنرجوا ان تكون هذة بادرة خير لانحصار وتيرة التعصب التي تجتاح العالم اليوم

------------------------ علي الهامش-----------------------------
(1) يعتبر قانون فرنر هايزنبرج من القوانين الاصيلة لميكانيكا الكم حيث ينص القانون ,انة كلما ذادت دقة قياس موضع جسيم قلت دقة قياس سرعتة والعكس بالعكس , وهذا القانون لا يصف حجم او نوع معين من المواد او طريقة قياس معينة ولكنة خاصية اساسية للكون ككل لا مفر منها , لمزيد من التعمق اضغط هنا

السبت، يونيو ٠٩، ٢٠٠٧

متاهة الفون

PAN'S LABYRINTH
(EL LABERINTO DEL FAUNO)

حينما يطل علينا الإبداع السينمائي من ارض غير أمريكية ،وهو حدث قلما وقع، وجب علينا أن نقف لحظة تأمل وإعجاب بما افرزة هذا الإبداع السينمائي من شعور بالسعادة والانتعاش الروحي ، حينما تجد أمامك تحفة تعبر حقاً عن روح السينما المفقودة ومن مكان لا تتوقعه اعتقد ان 22 دقيقة من التصفيق والاحتفاء الحار في مهرجان "كان" يصبح وقتها شيء طبيعي ،حقا لقد أبدع "ديل تورو" مخرج القطعة السينمائية الرائعة "متاهة الفون" والتي جعلتني اقف مشدوهاً مفتوناً بهذا الإتقان في التفاصيل فالرجل حينما فعلها وضع نصب عينية مقولة"فإذا اردت ان تنافس العظماء,فتفوق عليهم" وهو حقا قد فعل ،حينما ننظر الي مشهد "الكابتن فيدال" وهو يهشم وجة قروي فقير بكعب زجاجة نبيذ نتوقع دائما أن تتجة الكاميرا إلي وجه الكابتن وهو يفعلها ولكن هذا لم يحدث هنا ، فنري جميعنا الإتقان في أجل صوّرة حينما نشاهد ما يطفيء فينا هذا الفضول "ماذا يحدث لوجة هذا المسكين " - شاهد الفيلم وستعي ما اقصد


نعود لنجد ان هذا المخرج لم يكن لة تاريخ طويل في السينما لنجد أن لة فقط تقريبا 5 افلام "box-office" هذا شيء طبيعي فعمر الرجل 43 عاماً فقط ، فقد سطع نجمة حينما صنع فيلم "النصل" الجزء الثاني ومن بعدة "فتي الجحيم" ويتم الاعداد للجزء الثاني منة حالياً، وهو أيضا ليس مخرج فقط ولكنة يشارك في انتاج وكتابة افلامة ، وبالتأكيد بالصورة الطيبة وليست البشعة التي تحدث لدينا بتدخل المنتج في إخراج وكتابة افلامة لمجرد أنة الخزنة كما يحدث في افلام "أل السُبكي" والتي أجبرتني علي ان اهجر السينما المصرية وأشد الرحال إلي السينما العالمية والي أن يري الله فينا حل من عندة. لنترك تلك السيرة ونعود لأحداث الفيلم
في عام 1944 نجد الكابتن فيدال وهو ضابط فاشي يتمتع بقدر غير قليل من الوحشية قد أًرسل إلي قرية نائية لكي يقمع الثوار في الحرب الأهلية الأسبانية ,مصطحبا معة زوجتة الهشة والتي تحمل لة مولودً وابنتها من زوج أخر"اوفيليا" إلي تلك القرية لتبدأ أحداث الفيلم بِتخلُص تلك الصغيرة "اوفيليا" من فاشية زوج الأب هذا لتتنقل بين الواقع والخيال ليمتزجا معا في احداث تجعلك تتسائل اهذا حقيقة ام انها فقط مخيلة الطفلة ذات ال12 ربيعاً، بالتأكيد 12 ربيعاً وليس خريفا فدفء عالمها الخاص يجعلك تشعر بأُلفة غريبة وأنت تشاهد أحداث الفيلم ، لتقول في نفسك "نعم .. انا اعرف هذا " او كما يقال بالمصطلح الفرنسي تجد نفسك في حالة déja vu ، تطل علينا في احداث هذا الفيلم شخصيتان اسطوريتنا هما "الفون" وهو إلة الحقول والقطعان عند الرومان فنصفة رجل والنصف الاخر معزة (: وهو شخصية محورية في الفيلم يقوم بة الاميركي "دوج جونس" وبالمناسبة فهو كان الأمريكي الوحيد بموقع تصوير الفيلم (: وقد لعب نفس الرجل ايضاً شخصية "رجل الشحوب" وهي شخصية ثانوية , ومن سوء حظ هذا الممثل ان الماكياج للشخصيتين يتطلب ساعات في الاعداد ،"رجل الشحوب" يستغرق ماكياجة 5 ساعات وينظر الممثل من خلال فتحتي انف الشخصية "ياععع" ، أما بالنسبة للفون فبدل أن يستخدم مخرج الفيلم "CGI" في صنع قدمة، فقد صنع نظام خاص هيدروليكي يقوم الممثل بأستخدام قدمة الحقيقية في تحريك قدم الفون ويتم إزالة قدم الممثل رقمياً وقد كان حقا نظاماً ناجحاً ،


حديث مُقتطف بين اوفيليا والفون للتشويق

اوفيليا
اسمي اوفيليا، من انت؟

فون
انا ، انا لدي الكثير من الاسماء
اسماء قديمة تستطيع فقط الرياح والاشجار لفظها
انا الجبل ، الغابة ، والأرض

... انا
. انا فون
.خادمك الاكثر تواضعاً ، سموك

وبما ان المخرج قد اثبت وجودة بالنسبة لي فقد وضعت خطة للحصول علي افلامة الثلاث التي لم اشاهدها ووجدت التعليقات عليهم مبشرة ، ويبدو انة متيم جدا بالحرب الاهلية الاسبانية حيث فيلمة "عزم الشيطان" يدور ايضا في نفس الفترة ،والسبب اعتقد لانة مكسيكي ,الدم بيحن
The Devil's Backbone, Mimic, Cronos
:) ومحدش يجماعة يسألني هيا الخطة اية
وحذاري من التوقعات المبالغ فيها لأنها قد تهدم روائع .. ومحدش يجي يشتكي
:) ماشي

تستطيع ان تشاهد مُقتطف من الفيلم هنا

الجمعة، أبريل ٠٦، ٢٠٠٧

جولة في المتحف المصري

حسننا بدأت يومي بطلب من زوج عمتي حيث عرض علي ان نذهب في جولة الي المتحف المصري ليلتقي مع مجد تاريخ أًًًًُمُة عريقة كأمتنا بالطبع :)
حيث ان الرجل يعيش منذ 40 عامأ تقريبا في الخارج وتحديداً في الامبراطورية الامريكية, وجدت العرض مغري جداٌ خاصة واني لم ادخل هذا المتحف منذ ان كنت في العاشرة من عمري فوجدتها فرصة عظيمة لألتقي بأسلافي من صنعوا لتلك الدولة اسم كُتب بأحرف من ذهب فوق قبة اكبر مكتبة في العالم "مكتبة الكونجرس" كأهم من ساهم في تطور البشرية جنباٌ الي جنب مع الاسلام,
بدأت هذا اليوم بحماسة كبيرة وغادرنا المنزل بعد افطار سريع ,دخلنا الي ميدان التحرير بعد صراع دام حوالي الساعة في شوارع القاهرة العامرة ,لم اكن اعلم وقتها اني استطيع الدخول بالسيارة حتي بوابات المتحف وحمدٌ لله علي نعمة الجهل تلك لاني فقدت رخصة السيارة قبلها بيوم، وبالتأكيد لتقترب من المتحف ستعبر سيارتك علي الاقل ثلاث حواجز امنية في كل مرة ستبرز خلالها ترخيص السيارة ، لذا اثرت ان اقوم بركنها في جراش التحرير حيث الاسعار السياحية (ثلاث ساعات تلكفت 15 جنية ) "حقاً عمل رائع محافظة القاهرة
ذهبنا بعد ذلك في رحلة عبور الميدان لنشق طريقنا عبر ممر اسفلتي متروس حواجز امنية يحدة من اليمين سور لاعمال انشائية تقوم بها المقاولون العرب حيث اصبحت تلك الاعمال معلم من معالم التحرير ومن اليسار بعض البنوك
هنا والوضع شبة عادي بدأنا بعبور بوابات المتحف ليطلب مني شخص ابراز الهوية الشخصية فأريتة اياها لأجدة يقوم بتفتيشي تفتيش شخصي او كما يطلق علية الفرنجة frisking قلت في نفسي ومالة يواد دة بردة اجراء لحمايتنا كلنا ،وبعد ذلك طلب من زوج عمتي ابراز الهوية فقام بابراز جواز سفرة الامريكي لانة لا يملك اوراق مصرية ،لأجد امين الشرطة يطلب منة المرور دون اي تفتيش او حتي استفسار ، لم اكن اصدق وقتها نفسي ،وتكرر نفس المشهد مرة اخري في حاجز امني ثاني ،هنا السؤال الذي يفرض نفسة علي الجميع ،ما هي نظرة هؤلاء الغربيون للحكومة المصرية وللمصري بصفة عامة ،بالتأكيد هي نظرة احتقار مركب ممزوجة بايمان مطلق برُخص حياة الانسان المصري، عموماٌ سحقاٌ للحكومة فهي ادارة فاشلة بأي حال من الاحوال
دخلنا المتحف وبالتأكيدالتصوير ممنوع وتتم مصادرة كل الات التصوير عند الدخول ،تجولنا في اروقة المتحف كان ضخما , بالطبع لم يخلوا من الغباء المصري المعهود فهناك طاولتان لعرض قطع صغيرة موضوعة بالمقلوب في مواجة الحائط وكافة الملصقات التوضيحية عليها بالطبعة كانت في وضع معكوس مما يرهق القاريء حقاٌ
دخلنا غرفة كنز الكنوز كنز الملك توت عنخ امون ذلك الملك الطفل الذي كان ضحية الواصي علي العرش فقتلة ليتخلص من ارث الهرطقة الدينيي لوالدة الملك اخناتون وبالتأكيد كان العامل الاساسي وراء كل هذا هو الطمع في السلطة ،فلها لذة ليست كأي لذة :) فلذتها مستمرة
تركنا الغرفة لندخل بعد ذلك حجرة المومياوات ولكنها غرفة تحتوي علي رجال حقاٌ لهم من الشأن الدولي كشأن الملوك المعاصرين حيث لا يحق لنا ان ننسا انة قد تم استقبال رمسيس الثاني كملك رسميا في فرنسا اثناء رحلة علاجة وتم استقبالة في مصر ايضا كملك بعد نجاح الرحلة ‘‘اعتقد ان الاستقبال في مصر بهذا الشكل جاء لحفظ ماء الوجة امام الفرنسيين‘‘ وباتأكيد قمت بالتصوير رغماٌ عن انف الحكومة لاخذ حقي بعد تلك الوقاحة العنصرية التي تعرضت لها من قبل بني عِرّقي ‘‘لكي اذكر فقط الحكومة ان لتنظيم القاعدة عناصر من جنسيات غربية‘‘، ستجدوا الفيديو مع بعض الصور في اخر التدوينة
وانا اتفحص برهبة وانبهار تلك الاجساد التي لم ينفك الزمن وبأصرار تكرارمحاولاتة للفتك بها وجدت احد اخوانا العرب وهو الوحيد تقريبا في ذلك المتحف الشاسع الذي يعج بالغربيين من كل حدب وصوت ليسألني عن ما اذا كان هذا هو فرعون موسي ام لا، فأبتسمت لة معرباٌ عدم تأكدي من الموضوع متعللاٌُ بتضارب اراء المتخصصين حول هذة القضية ،ولكن حقاٌ الطامة الكبري في ذلك اليوم جائتني من حيث لا اتوقع ،فقد سمعت صوت تشخير مرتفع هز ارجاء القاعة لاكتشف ان شخصاٌ يقوم بالبصق في احد اركانها وبالتأكيد كان من بني جنسيتي المشؤمة (:
.انهينا الجولة براحة عارمة امام مكيف السيارة طوال رحلة العودة الي المنزل ،لنأكل بعدها الذ غداء في الدنيا من يد عمتي الغالية



الثلاثاء، مارس ٢٧، ٢٠٠٧

وحي في اطار التطبيق


في السابع عشر من يونيو من كل عام تذهب عائلة دييجو في طقس شخصي لتقتنص لنفسها لحظة من سهم الزمان ، لتستمر تلك اللحظة الي ما شاء الله
ويستمر الطقس الي اليوم










الاثنين، مارس ٢٦، ٢٠٠٧

الثلاثاء، فبراير ٢٧، ٢٠٠٧

فخ الهلاك

حقا انة فخ الهلاك لكل المصريين , الحديث عن تعديل المادة الثانية من الدستور المصري تبدو من الوهلة الاولي والاخيرة لكافة الطوائف السياسية العقلانية المنطقية هي فخ موت لكافة المصريين ,بالطبع انا لا اتحدث هنا من منظور خلفيتي كمسلم مصري فأنا هنا اتكلم من خلفيتي كأدمي عقلاني او لنقل خبرتي البسيطة جدا في الحياة قد تراكم عليها قدر بسيط من طبقات التفكير المنطقي تكفيني حاليا لسبر اغوار الكثير من الاحداث
لماذا فخ موت , دعونا نتعرف علي من يستطيع النجاح مع الشعب المصري ,هو من يستطيع ان يعزف علي اوتار الدين وسب الولايات المتحدة واسرائيل وتحويلهما الي شماعة لكل هذا الفشل والعفن الذي يأكلنا من اخمص اقدامنا وحتي اطراف شعور رؤسنا, لنري التركيبة العقائدية للشعب المصري نجد ان اخر تعداد رسمي قد عرف الاقباط علي انهم 8% من عدد السكان اي تقريبا 6-5 مليون وباقي ال70 مليون مسلمين , ضع هذا مع ذاك يتضح لك لماذا العبث مع تلك المادة هو فخ موت للبلد بأكملها ولكن هذا فيما يتعلق بالواقع, والنظام السياسي في مصر يعلمة جيداً
اما خارج اطار هذا الواقع نجد ان اعضاء الكونجرس ومجلس الشيوخ الامريكي يجب ان يقسموا علي كتاب مقدس قبل تفعيل مهامهم السياسية وبالتأكيد 99% منهم يقسم علي الانجيل فلا يستطيع احد ويتجرأ علي مطالبتهم بألغاء هذا ,بال نجد علي العكس تماماً تلك الدعوات التي تعالت الي عنان السماء للضغط علي عضو الكونجرس الامركي المسلم للقسم بالانجيل بدلا من القرأن لتثبت لنا بالدليل القاطع انة فيما يتعلق بالدين والاديولوجيا ان "القوة للشعب دائماً" والشعب هو الاغلبية دائما في عرف الديموقراطية , وبالطبع الديموقراطية تكقل حق تنوع ما يسمي بخلفية القرار حتي وان كانت تلك الخلفية هي للشيطان الرجيم بشحمة ولحمة فلا تفرق طالما تم التعبير عن هذا القرار بحرية تامة
وفي النهاية حتي ولو تم الغاء تلك المادة وهذا انا اراة انة شبة مستحيل هل سيبدل هذا من اي تميز عنصري قد يكون موجود اتجاة الاقليات ! ام العكس :)
عموماً ليفصحوا عن بدائلهم، نجد انها تتمتع بقدر لطيف جدا من الكوميديا والفكاهة , حيث نجد احدهم يقول تكون الشريعة الاسلامية والمسيحية هما المصدر الاساسي للتشريع ، فأقول لهذا واين حق اليهود والبهائيين وباقي الطوائف والاهم من هذا كلة هل هناك اصلا شيء يسمي بالشريعة المسيحية !!! لأن اخونا المسحيون اصلا لا يعترفون بشيء كهذا, واخر يقول ان تكون مواثيق حقوق الانسان الدولية هي المصدر الوحيد للتشريع فأبتسم لة واقول مصر والله العظيم موقعة علي تلك المواثيق بالاتلزام التام بها , اذاً يمكن لك ان تعتبر تلك المواثيق موجودة بصورة شرعية في اطار الدستور لان الدستور نفسة ينص علي احترام مصر لكافة الاتفاقيات الموقعة عليها
اذاً ما هو البديل خلاف الغاء هذة المادة ،اجدة لا شيء تماماً، حسناً ليأتي الشخص الاخير ويقترح الالغاء ,ايضاً ابتسم لة واقول الغوها والله لن تفرق معي ولكن اهي ذقني اية ان خربت كلها .. سلام