الاثنين، يونيو ٠٢، ٢٠٠٨

حوار مع صديقي الملحد

التدوينة قيد الاستكمال

حوار مع صديقي الملحد

اصدقائي الاعزاء بالطبع هذة ليست دوينة عن كتاب الدكتور مصطفي محمود والذي يحمل نفس العنوان , بال في الحقيقة إن تلك التدوينة ما هي الا حوار حقيقي حدث بيني وبين احد الاصدقاء الملحدين , فهو مهاجر عراقي يعيش في سويسرا(1) منذ سنوات خلت, فالاختلاف الحضاري الشديد الذي وجدة في المهجر وهذا الانفتاح العقلي الشديد الذي يتسأل عن كل شيء بما في ذلك الذات الالهية وهذا الانكسار الشديد للكنيسة في تلك البلاد وهذا الانتصار الكبير للمادية بها والكثير من العوامل التي حولت كثير من خلفيات هذا الرجل تقريبا 180 درجة , منها ما هو السليم ومنها ما هوالخاطي والذي قد يكون ببساطة وفق رأيي المتواضع ردة فعل عنيفة عن كل هذا الكبت والتعصب والجهل والظلم والانبطاح الذي يشهدة المواطن العربي في بلادة , وبالحديث عن سويسرا تلك الدولة الصغيرة الهادئة والتي صُنفت احدي مدنها علي انها صاحبة اعلي مستوي معيشة في العالم, يجب ان اذكر مدي اعجابي بالممثلة الامريكية اوما ثورمان والتي قامت بدورها في الفيلم الغنائي بروديوسرز حيث قامت بدور فتاة سويسرية تتحدث الانجليزية بلكنة المانية تلك الكنة كانت بصراحة كفيلة بجعلي من اشد المعجبين بتلك الفتاة وجعلتها بكل بساطة نموذج لفتاة احلامي, طبعا شكلا فقط وليس موضوعاً J

,فأما عن كتاب الدكتور مصطفي محمود فكان يحمل عنوانا مجازيا فهو في الحقيقة يتحدث عن هذا الحوار بين الدكتور مصطفي محمود الملحد والدكتور مصطفي محمود المؤمن ,أي نزاع ذاتي , وكان الكتاب يدور حول افكار فلسفية بحتة يتخللها بعض الما ورائيات والتي قد لا تعجب بعض زملائنا الملحدين ويجدوها نقطة ضعف علي الكتاب مع انة يمكن للمؤمنين ايضا ان يتخذوها نقاط ضعف علي المادية, فهي سلاح ذو حدين والافضل لجميع الاطراف حاليا هو الوقوف بأعتدال اتجاهها ,وقد لا يعجب هذا الاعتدال البعض كما سترون معي في هذا الحوار , والذي قد دار بيني وبين هذا الصديق علي مستويات مختلفة منها العلمي ومنها الظرفي

وقد حدث هذا الحوار في منتديات معراج القلم وهو منتدي فكري بصراحة احترمة كثيرا لانة قلما تجد هذا التناغم المتجانس من خلفيات اديولوجية مختلفة في اطار من الاحترام والادب المتبادل والانفتاح العقلي لتقبل الاخر بكل ما تحملة كلمة اخر من معني ,بعيدا عن هذة الغوغائية التي تعصف بالمنطقة خاصتا والعالم ككل عامتا

فالموضوع الاول يتحدث عن نظرية التطور من منظور علمي بحت , الادلة التي معها ,ويمثل هذا الجانب صديقنا العزيز ,والادلة التي ضدها ,ويمثل هذا الجانب شخصي المتواضع وبالمناسبة هذا الحوار لم يكن مخطط لة إن يسير كمناظرة ولكن الظروف قد حكمت بذلك, وقد دخل في الحديث ايضا صديق ثالث لا اعلم بصراحة الكثير عنة ولكن المشكلة في مشاركتة هي انها فاجئتني بشكل غريب, فلم اتوقع إن يكون للماديون اعتراضات علي الله بمثل سطحية تلك الاعتراضات, فالمادي يجب إن يكون قد قتل المسئلة فحصاً وتمحيصاً حيث إن الامر مصير ,يعني مش هزار مثلما يقال, انا لا اعيب في شخصة الكريم فهو صديق عزيز ولة كل الاحترام ولكني اعبر فقط عن موقف فكري بحت

اما الموضوع الثاني فيتحدث عن اساليب ومناهج الماديون في التعامل مع المادية والتي تتطابق مع اساليب المؤمنون في التعامل مع الايمان والتي ينتقدها الزملاء الماديون , فالموضوع بأختصار عن شيزوفرينيا الالحاد

وسف تكون مشاركاتي في هذة الحوارات باللون السكري ومشاركاتهم باللون الصفر

فيما يلي الحوار الذي دار عن نظرية التطور من منظور علمي ,حيث ان مسار الحوار قد اتخذ شكل المناظرة وذلك من خلال بعض الاسقاطات الرمزية التي اسقطها علي السيد الراشدي, وهذا كما سترون حيث إن الموضوع قد بدا بان قام السيد الراشدي بوضع مشاركة عن وجوب تغير التصنيف البيولجي المتبع منذ قرن و اكثر للكائنات الحية حيث اصبح الامر الان اكثر تعقيدا مما كان يبدو علية قديما بسبب نظرية التطور وما افرزتة من قلب بعض المفاهيم , وبعدها دخل في الحوار اكثر من صديق ليتحول الحديث بعدها عن نظرية التطور من منظور اديولوجي مما ترتب علية ان قام السيد الراشدي بأسقاطات علي مشاركات لي سابقة , تتحدث عن ميولي لنظرية التطور بنسبة قليلة ولكني لا اعتقد بها بصورة نهائية, ,فقام السيد راشيدي بوصف كل من يأخذ موقف معتدل من نظرية التطور بأنة مضطر لفعل ذلك رغماً عن انفة وذلك للحفاظ علي ما تبقي من مخزونة الاديولجي متسقاً مع المنطق والعلم , وذلك بسبب النجاح الجارف التي حققتة النظرية علي الصعيد العلمي , وهذا ما استفزني لابدأ معة هذا الحوار عن اسطورة هذة النجاحات

واليكم الموضوع


حمدي الراشدي : كتب

نظرية التطور تفرض تغيير التصنيف البيلوجي

على مر عقود من الزمن والعالم يستخدم جدول التصنيف البيلوجي التي تحدد درجة قرابة الانواع الحيوانية والنباتية وبقية الكائنات الحية مع بعضها البعض. الان يظهر علم الوراثة ان المعطيات القديمة التي جرى على اساسها تقسيم الكائنات الحية في التصنيف البيلوجي ليست صحيحة، من وجهة نظر نظرية التطور، ليعاد بناء تصنيف الاحياء على اساس معطيات القرابة الوراثية.

بفضل علم
المورثات الحديث والفحوصات المجهرية والنظريات الحديثة حول كيفية تطور الحيوان والنبات، قسم العلماء ممالك الكائنات الحية الى مايزيد عن 30 مملكة، وهي ممالك لم ليس هناك مايجمعها من مواصفات غير صفة الحياة نفسها.

على العموم يتميز
الانسان بسعيه لخلق النظام من الفوضى، لذلك ليس من الغريب انه سعى لخلق تصنيف لفوضى عالم الاحياء منذ عصور مبكرة. من اوائل من حاول تصنيف عالم الحيوان هو الفيلسوف الاغريقي اريسطوطاليس (384-322 قبل الميلاد). لقد وضع قائمة باسماء جميع الطيور المعروفة في زمنه والتي وصلت الى 100 نوع. الاهم كانت افكاره حول التصنيف. لقد اشار الى اهمية وضع الاشياء في نظام محدد والى ان المهم هو المبدأ الذي سيجري عليه النصنيف. لقد حاول تصنيف مملكة الحيوان على اساس عدد الاقدام التي يملكوها، الامر الذي ادى به الى وضع الانسان والطيور في مملكة واحدة.......... ويمكنكم متابعة المقال بالضغط هنا , انا فقط قمت بأختصار غير مخل لبداية الموضوع منعاَ للاطالة ورغبتاً مني في الدخول الي صلب الموضوع


يوسف هريمة كتب:

تحية طيبة الأخ حمدي:

موضوع مثير للغاية خلَّف ولا زال يخلِّف ردود فعل متباينة، خاصة من طرف التيار الديني عموما وإشكالاته مع نظرية التطور. والسبب هو أن القاعدة التأصيلية للدين لم تكن يوما قاعدة بحثية علمية، بقدر ما كانت متأثرة بما يمكن الاصطلاح عليه بمركزية اللغة، فاللغة هي من كانت تستحكم في زمام البحث، بدل أن تكون المختبرات العلمية هي صاحبة القول والمخولة بالحديث ولو أخطأت الطريق.

أقول هذا لأن سؤالي سيكون متوجها لعمق هذه الظاهرة: هل فعلا قال داروين بأن أصل الإنسان قرد أم هي أدلجة بعض من صدمتهم النظرية حينها؟ وهل توقف التطور عند حد الإنسان العاقل homo sapiens sapiens؟ هل يمكن أن نكون نحن طفرة لإنسان سيأتي بعدنا؟ وهل يمكن الحصول على تركيبة جديدة لمخلوق إنساني حيواني بتزاوج هذين الأخيرين كما هو مشاهد في بعض الأفلام؟...

تحياتي الأخوية


حمدي الراشدي كتب:

اخي العزيز يوسف هريمة سلاما
موقف التيار الديني من
نظرية التطور ليست على قاعدة معرفية موضوعية وانما نتيجة مأزقه..إذ لانلاحظ لهذا التيار اي موقف تجاه بقية النظريات مهما كانت، في حين يضع كل طاقاته في رفض نظرية التطور على الاطلاق. وعلى خلفية الانتصارات الكبيرة التي تحققها هذه النظرية اضطرت بعض اقسام التيار الديني الى تقبل النظرية تارة تحت تعبير بنسبة 80% وتارة اخرى تحت محاولات إعادة تأويل النص المقدس للقيام بعملية تراجع محسوبة وقادرة على الحفاظ على ماء الوجه. والتأويل المطاطي والغير ملزم اسلوب مجرب للتراجع والمناورة ينفع لجميع العصور والاوقات.


وإذا جئنا الى سؤالك "هل فعلا قال داروين بأن اصل
الانسان قرد"، ففي الحقيقة يجب الاشارة اولا الى ان نظرية التطور الحديثة ونظرية داروين ليسوا الشئ نفسه اليوم. ففي الوقت الذي يدين العلم بالفضل لداروين على استنتاج انحدار الانواع من بعضها البعض، الا ان اغلب تفسيرات داروين لهذه الظاهرة لم تعد مقبولة كما ان العلوم الحديثة التي لم تكن بمتناول داروين في ذاك الوقت قدمت ادلة اكثر رسوخا لتوضيح الظاهرة وشرحها..

ومهما كان الامر فأن داروين ذاته
لم يقل بإنحدار الانسان عن القرد، فهو وصف الظاهرة من خلال الحيوانات والطيور الذين التقى بهم على الجزيرة...ولكن اصل الانواع، تماما كعلم البيلوجيا، يعتبر الانسان " نوع بيلوجي" تنطبق عليه قوانين البيلوجيا ، ومثله مثل اي نوع اخر لابد انه انحدر عن نوع سابق له الذي بدوره انحدر عن نوع اسبق، ليكونوا جميعا فروع في شجرة الحياة الواحدة..من هنا نصل الى ان الانسان والقرود الحالية كان لهم اجداد مشتركين، الامر الذي اثبتته معطيات الجينات والمستحاثات واللقى وعلم المورفولوجيا وحتى علم التاريخ والتطور الثقافي.

هل توقف الانسان عند حدود
homo sapiens sapiens؟ بالطبع لايمكن حتى الافتراض ذلك، بل على العكس، فأن الاكتشافات تشير الى ان الانسان الحالي قد بدأ في عملية تطور تسارعية في العشرة الاف سنة الاخيرة بسبب تزايد عدده الكثيف. وعن هذه النقطة ظهر التقرير التالي:
http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&issue=10606&article=449424

تحياتي

حسننا اعتقد إن الموضوع سيكون ضخم بحيث يصعب علي القاريء متابعتة لذا سأقوم بتقسيم التدوينة الي مجموعة حلقات سأقوم بأضافتهم تباعاً